الأحد، 27 مارس 2011

ومازال الحراك في فلسطين مستمراً د. طلال الشريف



سؤال كبير بحجم المعاناة الفلسطينية حاله يقول : بعد اسبوعين من الآن سيثبت لدى شعبنا بأن زيارة أبو مازن لغزة فشلت وكانت أقوى أوراق رام الله وقمع حماس لشباب 15 آذار دون تحقيق مطالب الجمهور أو حتى الحوار معهم وكذلك دخول القصف الصهيوني على الخط كقوة ثالثة لإحباط حركة شباب 15 آذار .. ماذا لديهم من أوراق هذه القوى الثلاث المناوئة لمطالب الشعب بعد كل ذلك ؟؟؟ من قال إن الحراك الشبابي متوقف ولم ينجز شيء، رام الله وغزة أفلسوا ولم يستجيبوا للمطالب بل استخدموا أقوى أوراقهم لوقف الحراك ولكن الحراك مستمر وله من القوة الذاتية ما يضمن له الانتصار مهما فعل المناوئون فلا تستعجلوا فكل الظروف تعمل لصالح الشباب، أما المناوئين فهم المأزومين وليس لديهم فهم للواقع أو استجابات أو حوار جدي مع الحراك وهذه قوة لاستمرار الحراك.
توقعاتي أن زخم الحراك الشبابي سيتضاعف خلال النصف الثاني من نيسان /ابريل بقوة هائلة بعد أن يتضح للشباب بأن الجميع لا يستجيب ويريدون بقاء الحال على ما هو. هنا نريد الخلاص والمخلص، فمن لا يستطيع قيادة الشعب في طريق الخلاص يصبح معوقا اضافيا لأن جميع الاحزاب والحركات تمتلك عناصر قوة لا تستخدمها بشكل ينقذ شعبنا ولا أقصد هنا القوة المسلحة، ومن لا يستطيع انقاذ وطنه وقضيته من هذه الاحزاب فليتوارى، ومجموعهم كذلك فليتركوا المجال ويرحلوا من طريق قضيانا الوطنية والاجتماعية. فليستمر الشباب في حراكهم ونحن معهم وكل الشعب معهم فهم أمل الشعب في الخلاص من مثلث الفساد والفشل في مسيرة شعبنا ( الاحزاب والسلطة والان جي أوز NGOS) حالة الحراك الشبابي في فلسطين هي مجموع الرافضين لكل العبث الذي قهر شعبنا ودمر نسيجه الاجتماعي وفشل في التصدي لتحقيق الحلم بالتحرر والاستقلال وهؤلاء كلهم أبطال هكذا هي ثورات العصر ولا بطل بعينه بل كل من يرفض ذلك هو بطل ولم تعد القضية سرية أو خفية فنحن في عصر انتصار الثورات على الهواء مباشرة وشعبنا وقضيتنا في حالة من السوء أضعاف أضعاف ما يثور له اخواننا العرب.
مجتمعنا الفلسطيني تغير ويتغير وفي طريقه الصحيح مهما حاولوا قمعه واعاقته أو التحايل عليه، الشعب يحمل في داخله ما تنوء الجبال عن حمله وقد فهم كل شيء ولن يتوقف إلا بالتغيير واسقاط الانقسام والثورة / الانتفاضة الكبرى على كل العبث وأولهم الاحتلال لإقامة دولته المستقلة. فقد نجح الحراك في وضع القافلة على القضبان سواء بتجسيم الحالة الثورية الجديدة لأحاسيس ومشاعر ومعاناة وآمال الشعب الفلسطيني لعهد جديد ولطاقة نضالية متصاعدة تغادر حالة التقوقع والرتابة والانحسار الفئوي المراوح في مكانه والمتجمد في نمطيته دون انجاز أو في فتح آفق جديد لآمال الجمهور الفلسطيني في تحقيق الاستقلال والحرية والانعتاق . وهذا جيد إلى هذه اللحظة ولكن أرى أن هناك نقطتين هامتين لازمتين يجب التنويه لهما ، الأولى: أن هذا الحراك مازال في بدايته ولا يجب رسم حدوده بما تجسد من عناصر القيادة والتحكم لكي لا يُحجم ويأخذ منحى الجسم والعنوان بما هو متواصل الآن. ويجب أن أن تظل الآفاق مفتوحة أمام كل القطاعات المجتمعية المتفاعلة للوصول الى الحراك الحقيقي بقوته وعدده المناسب لإحداث التغيير وهذا يتطلب المثابرة في التواصل المستمر والمتجدد مع الكل الجماهيري وليس اقتصار ذلك على ما هو موجود آنياً لأن ذلك يعني المحدودية التي تبدأ في التآكل وهنا أقصد الزخم الجماهيري وليس الفعاليات المستمرة للوصول الى زخم التغيير والنقطة الثانية أنه لم يئن الآوان لفتح حوار حقيقي وفاعل سواء هنا أو في الضفة الغربية مع أي جهة رسمية لأن عناصر قوة الحراك لم تكتمل بعد وفي هذه المرحلة فإن المناوئين مازالوا في وضع متماسك رغم الهزة العنيفة التي تعرضوا لها.
وعليه لابد في غضون الاسبوعين القادمين من تكثيف الاتصالات بباقي المجموعات المتفاعلة وقطاعات المجتمع الفلسطيني المتأخرة في التفاعل لعدم فقدانها والاستفادة من طاقاتها البشرية والابداعية لتصليب عود الحراك فمازلنا في بِداية الطريق..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق