السبت، 2 أبريل 2011

الشعب يريد صعصعة بقلم: إحسان أبو شرخ



الشعب يريد صعصعة
إحسان أبو شرخ
حقوقي وناشط شبابي

صعصعة بن عقل جد الشاعر الأخطل الذي فاخر به في بعض قصائده كان رجلا بدويا من ابرز خصاله انه كان يفتدى المؤودات، والذى اعتبره رجال القانون الأب الروحي للحركة العربية لحقوق الإنسان، والحقيقة أن صعصعة ابن ما قبل الإسلام لم يكن في دفاعه عن أهم الحقوق الإنسانية سوى مناضلا ثائرا على حجة الفقر وعنجهية الجهل في العقل العربي آنذاك والذي كان يفاخر بدونية التعاطي مع المرأة واستعباد الإنسان للإنسان .
وبالرغم من كثرة الدروس والعبر في التاريخ البشرى وما تحتويه من مضامين لمن يعتبر لم تحول دون تساقط من  فقدوا البصر والبصيرة في شرك الاعتقاد بان الشعوب يمكن لها أن تخضع لطغم الفساد والتهديد بالعصي والنار، فالحقوق رافعة الكرامة الإنسانية التي تحيي الروح فتجدها أينما وجدت وأي سطو عليها في زمن ما لا يجردها من فطرتها وسيرورتها وسيكون مصيره الفشل.
الغريب أن الحكومات العربية بما تستند عليه من تشكيلات وأحزاب منتفخة ومنتفعة لم تدرك بعد أن الإفراط في استخدامها لرجل الأمن التكعيبي في حكم الناس سيفضح رغبتها في سلب حقوق شعوبها دون اعتبار لآلامها وآمالها، وكيف استخدمت المقدس واختبأت تحت عباءة الديمقراطية للوصول للمال والسلطة ومن ثم انقضت على تلك القيم وعادت لتحور المقدس لصالحها وتستخدمه كسيف مسلط على كل من يطالب بحقوقه والتعبير عن رأيه حتى بالوسائل السلمية.
بالمقابل فالمتتبع للساحات العربية يلحظ مدى تطور الوعي العربي واندفاعه نحو حقوقه وابرز تلك الحقوق حق الشعوب في تقرير مصيرها لما يحمله من مرتكزات أساسيه لنهضة الشعوب وضمان مستقبلها وخاصة حينما تصبح الحكومات أداة لاستمرار التراجع والانحطاط  ومانع للتغيير أو الإنعتاق من عبودية الظلام والجهل، وبالتالي لا يقتصر هذا الحق الذي أقرته الأمم المتمدنة على كونه حجة تستخدم ضد الأنظمة الاستعمارية بل مرتكزا للدفاع عن حق الشعوب في مواجهة أي نظام يحاول الاعتداء على إرادتها في اختيار من يحكمها ونهب مقدراتها او يسعى لقمع الحريات على ترابها الوطني بالإضافة لكونها مصدر السلطات تعلو إرادتها ولا يعلا عليها.
كما لا يمتلك احد القدرة على الاستمرار بالادعاء انه طالب أو مدافع عن الحرية وفى ذات الوقت يمارس القمع على أبناء شعبه كما هو الحال في شوارع درعا وغزة ورام الله، فالحر لا يستعبد الناس، والحرية ببساطة اللغة هي انتصار إرادة الحق على إرادة كل مقدس فاسد أزهق الأرض والبشر استناد إلى مشاريعه اللا مرئية والتي حاول البعض من خلالها الاعتداء على قيم المساواة والعدل التي عرفتها البشرية وحملتها الديانات، فالحرية معول استعادة الحق وبدونها لا يمكن لنا أن نحرر ارض أو نبنى وطن وهي حامى وداعم رئيسي للعلم والفكر ولتنمية الإنسان اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا.
ان المناضل او المجاهد الحق هو من تتربع على روحه طهارة الفداء وعنفوان الثائر والاستعداد للتضحية من اجل حرية وكرامة أبناء شعبه فلا يقبل ان يعتدي على امرأة  تشاركه النضال ولا يطلق النار على ابن شعبه الذي يطالب بتصليب الجبهة الداخلية لمواجهة عدو يتطور يوما بعد آخر، كما هو الحال مع صعصعة الذي كان يفتدى الحق في الحياة بكل ما يملك من مال وجياد دون ان ينزلق فى حسابات الجبر والمنفعة الحدية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق