الأحد، 27 مارس 2011

هل تريد حماس إنهاء الانقسام؟ بقلم: أسامة المصري




لعل هذا السؤال قد لا يجد ما يبرره عند البعض خاصة وان حركة حماس وحكومة غزة أعلنت مرارا وتكرارا بأنها مع إنهاء الانقسام والوحدة الوطنية!.
لكن مشروعية هذا السؤال تأتي لمحاولة فهم واقع الأمور وليس مجرد الاكتفاء بما يظهر على السطح.
منذ بداية الاعتصامات والاحتجاجات المنادية بإنهاء الانقسام حرصت الحكومة في غزة على اعتقال المنظمين والناشطين من الشباب الفلسطيني لإرغامهم عن ترك هذه الفكرة. كما قاموا بإجبارهم على إمضاء تعهدات بان لا يقوموا بمثل هذه الاحتجاجات أو حتى المشاركة فيها. هذا من جانب ومن جانب آخر حاول الإعلام الحكومي الرسمي وغير الرسمي تشويه الفكرة ومحاربتها بأكثر من شكل عبر اعتبار هؤلاء الشباب مجرد تابعين لأجهزة أمنية برام الله أو أنهم قد دفع لهم من قبل حركة فتح. وفي آخر المطاف صرح بعض مسئولي الحكومة والحركة بان فصائل منظمة التحرير تملا جيوبها بالأموال من رام الله لتتصدر هذه الاحتجاجات وتنظيمها وذلك بدفع من فتح وأبو مازن.
هذا المشهد المتكرر في كل يوم لم ينتهي حتى الآن، لكنه ومع نزول الشباب إلى الشارع، تحول شكل وأسلوب تعامل حكومة وحركة حماس مع المعتصمين. في البداية خرقت حركة حماس ما تم الاتفاق عليه من عدم رفع علم سوى العلم الفلسطيني وقامت بحشد أبنائها في الجندي المجهول عبر رسائل قاموا بتوزيعها عبر الجوالات تقول" هناك حفنة من اليسار وأبناء الأجهزة الأمنية البائدة تريد تقويض حركة حماس في الجندي". إضافة إلى ذلك قام الإعلام الرسمي لحماس بمحاولة التزوير في نقل الحدث وذلك من خلال التأكيد بان حركة حماس هي من خرجت اليوم لإنهاء الانقسام. كما قامت بالطبع بالخروج في عدة مسيرات للتأكيد على إنهاء الانقسام وسط الرايات الخضراء. وكان هذا التصرف جزء من سلسلة متكاملة من الأساليب والبرامج الممنهجة للالتفاف على هذه الهبة الجماهيرية البريئة لإنهاء الانقسام. كما قامت حماس بتشكيل مجموعات شبابية وهمية تحت مسميات كثيرة وذلك بهدف التخريب على المجموعات الشبابية الفاعلة والرئيسية والتي كان أبرزها الحملة الشعبية لانهاء الانقسام.
أسلوب آخر قامت الحكومة باستيراده وتعلمه من الثورات الشبابية في مصر وتونس والذي يعرف باسم "البلطجية" حيث قامت حماس بدفع بعض الشباب والفتية الصغار برفع أعلام حماس وحمل العصي والاعتداء على المعتصمين، لخلق مشكلة فبالتالي خلق مبرر للحكومة بفض الاعتصام لكنه فشل.
في يوم 15/3 كان المشهد متنوعا وكانت جميع الأساليب حاضرة، لكنه هذه المرة أضيف عليه أسلوبا آخر وهو الأسلوب المعتمد عند كافة الأنظمة العربية القامعة لشعوبها. القمع والضرب وتكسير العظام والصعق بالكهرباء، لكن ما استوقفني حقيقة في هذا اليوم هو الشتائم التي كان يرددها أفراد حماس والأجهزة الأمنية على المعتصمين من نساء وشباب ، الخادشة  للحياء ولا تعبر عن أي منطق سليم هذه الشتائم كان ابرز ما يميزها كلمة "كافر وكلمة يا مسيحية ويا مسيحي" . أنا هنا أريد أن أتساءل من هو المسئول عن عملية التعبئة الفكرية داخل حركة حماس؟ هل تُقنع حركة حماس أبنائها بان كل الشعب الفلسطيني ما عدا حماس كفار؟ وهل لا يحق للمسيحي أن يكون موجودا  وعليه أن يرحل إلى إسرائيل كما كانوا يرددون؟ هل هذه اجتهادات من قبل هؤلاء الأفراد أم هي سياسة ووعي ايدولوجي.
الواضح بأنه وضع ايدولوجي وهذا ما يؤكده أبناء الكتلة الإسلامية الذين كرروا نفس الشتائم للطلبة في الجامعات حينما هاجموا المعتصمين ، بالإضافة إلى ما كان يقوله أفراد الأمن الداخلي والمباحث للشباب الذين يعتقلونهم من أن هؤلاء مجموعة من اليسار الكفار الذين لا وطنية لهم.
وبعد ليست هذه نهاية الحكاية لكنها فقط إشارة إلى شيء ما حدث وما خفي أعظم. ربما تريد حماس إنهاء الانقسام،،، ربما لا ندري.
aosma.masrei@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق