الخميس، 31 مارس 2011

حكايتي مع علم فلسطين بين الروضة في عين الحلوة ويوم الارض في غزة بقلم: كلارا العوض



حين كنت في الخامسة من عمري طفلة في روضة أرض البشر في مخيم عين الحلوة في لبنان، في ذات يوم نظمت الروضة احتفالا في يوم استقلال لبنان وكان الجميع يحمل العلم اللبناني،حينها جلست أبكي وأرفض المشاركة في ذلك اليوم لأني لم أحمل علم وطني فلسطين وبقيت أبكي لمدة نصف ساعة فاتصلت مديرة الروضة بوالدتي وطلبت حضورها، وعندماجاءت أمي رسمت لي علم فلسطين لكي أرضى ووأقبل بالمشاركة في هذا الاحتفال وكان المدرسين والمدرسات مندهشين ومتعاطفين جدا أمام إصراري على حمل العلم  الفلسطيني خاصة إنني في سن لا يدرك جيدا فلسطين أو لبنان ، وبنظرهم كان يجب أن يكون همي الوحيد اللعب والمرح مع الأطفال في يوم كهذا، حكايتي مع العلم هذه تكررت العلم لكن ليس في مخيم عين الحلوة هذه المرة بل في شوارع غزة  بسيناريو مختلف جدا ومؤلم يدمي القلب في آن ، في الثلاثين من آذار خرجت وزميلاتى في مناسبة يوم الأرض الذي يحتفل فيه كل فلسطيني حر شريف على أرض الوطن كما في الشتات تعبيرا عن تعلق الفلسطيني بارضه واصراره على  الحرية والاستقلال، فخرجنا نطالب بالحرية لوطننا المسلوب ونصر على أن يرفرف العلم الفلسطيني وحده عاليا خفاقا في كل حدب وصوب  ، خرجنا ليس لنسقط أحد  بل لنقول  إننا هنا باقون  وحتما لعائدون  خرجنا على أمل أن نكون يد واحدة وكلمة واحدة ، لكن الحقيقة على أرض الواقع كانت أمر من العلقم عندما بدأت عصي ذوي القربى تلعب ظهورنا تفرقنا مجموعات صغيرة  تحت وطأة العصي وقسوة أبناء جلدتنا ، عصي تأتيك من كل جانب دون تفريق بين شاب أو فتاة  ولا تمييز بين كبير أوصغير، رغم ذلك بقيت أنا وصديقتي نهى ابو ظريفة  نهتف بالروح بدم نفديك يا فلسطين وعلم فلسطين يلتف حول أجسادنا، وتحت وقع العصي التي انهالت علي نسجت حكاية العلم مرة اخرى عندما طلب مني الشرطي المدجج بالسلاح والعصي أن أرمي علم فلسطين على الأرض رفضت بشدة وصرخت باعلى الصوت أنا لففت العلم ورفعته  وأنا بكامل إرادتي ولن أنزعه إلا بكامل إرادتي  تعالو إحرقوه العلم على جسدي أو مزقوه أشلاء وهى على جسمي  أهون علي من أن أرميه  على الارض سريعا ،وهكذا لم أفعل ولم أخلع العلم إلا عندما مزقته اياديهم على رقبتي أربا أربا،  وأقتادوني  أبناء جلدتي  تحت وقع العصي الى معتقل أنصار  حيث أمضيت  فيه   تسع ساعات إستمعت خلالها لكلمات لم اعهدها من قبل لكنها كشفت كم هم صغار وهم يرددونها . وبعد تلك الساعات جاءت هذه المرة والدتي لاستلامي وبعد أن رفضت التوقيع على تعهد  يفرض على ذوي الموقفين قصت والدتي على السجانيين حكايتي مع العلم قبل 16 عاما في مخيم عين الحلوة فهل  يا ترى فهموها ، ومع ذلك  أقول علم فسطين سوف يكون برفقتي العلم ولن أتخلى عنه لأي سبب كان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق