الأربعاء، 6 أبريل 2011

كل التحية للشباب الفلسطيني الذي رفع راية انهاء الانقسام بقلم: عباس الجمعة


ان الثورات العربية شكلت خطوة مهمة في اعادة صياغة القرار العربي وذلك من خلال انتصارها على الاستبداد والقمع والفساد ، والمطالبة باسقاط النظام الذي بقي جاثما على رقاب الشعب ومنعه من الحريات والديمقراطية ، واليوم تشهد المرحلة مشاركة نوعية لجيل الشباب الفلسطيني الذي ستقع عليه مسؤولية التقاط الإشارات الجديدة الصادرة عن العالم العربي وذلك لوضع القضية الفلسطينية في طريق التجديد والانبعاث. هؤلاء الشباب ليسوا بحاجة الى كسر حاجز الخوف الذي اعتادوا على كسره في المواجهة الدائمة مع الاحتلال والتوسع الصهيوني، فالحاجة الاكبر الآن هي لاجتياز حاجز الضياع وتشتت الرؤى وجمود الممارسة. وما يحدث في العالم العربي بداية جديدة للقضية الفلسطينية، وهي بداية سعي لإعادة القضية الفلسطينية الى واجهة الاهتمام وحتى تتخلص من منطق الغطرسة والاستيطان والعدوان الصهيوني الجائم على ضدورالشعب الفلسطيني.
إن الديمقراطية تقوم على تجسيد سيادة القانون على الجميع، ومن خلال إقامة نظام يجسد المساواة والعدالة، وتكافؤ الفرص، والمحاسبة وانهاء حالة الفساد ، والفصل بين السلطات، بحيث تكون لها صلاحيات حقيقية ومستقلة، وتحقيق مبدأ تداول السلطة، وضمان التعددية السياسية والحزبية بكل أشكالها، وحرية الإعلام والحقوق والحريات للإنسان.
ان دعوة الشعب والشباب الفلسطيني إلى ضرورة إنهاء الانقسام والعمل على استعادة الوحدة الوطنية،هو دعوة ايضا الى ضرورة الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين فى السجون الفلسطينية ، ووقف الاعتداء على الحريات الفردية والعامة وضمان العمل السياسى بشكل حر وديمقراطى ،جتى نتمكن فعلا من تجسيد معانى الوحدة والمصالحة ، وحق الشعب الفلسطينى فى المقاومة بكل أشكالها المعروفة حتى زوال الاحتلال الاسرائيلى .
وإذا كان الشباب الفلسطيني اليوم يدعو الى انهاء الانقسام ومعه الشعب الفلسطيني بكافة شرائحه بهدف العودة الى رحاب الوحدة الوطنية المسيجة بالديمقراطية الفلسطينية من خلال اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية لشعب يواجه احتلالا استعمارياً إجلائياً عنصرياً استيطانياً ،فان ترحيبنا بمبادرة الرئيس محمود عباس الى تشكيل حكومة انقاذ وطني تمهد الى الانتخابات باعتبارها شكل من أشكال ممارسة الديمقراطية، باتجاه الوصول إلى وحدة حقيقية ، وخاصة ان الانقسام الفلسطيني شكل انتكاسة لآفاق المشروع الوطني الفلسطيني سواء أكان ذلك علي الحقوق المشروعة في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس أم الثوابت الوطنية.
ان الحراك الشبابي الداعي للتمثيل السياسي الديمقراطي للشعب الفلسطيني، والعودة للشعب في كل أماكن تواجده لانتخاب مجلس وطني فلسطيني لاعادة الاعتبار الى منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وتفعيل مؤسساتها ، ونحن نرى عصر شعوب آخر ينهض من تحت رماد الاستبداد والقهر.
ان توحيد الجهود المخلصة والصادقة لاستعادة الوحدة الوطنية، وفتح حالة من الحوار المباشر بين كافة مكونات المجتمع الفلسطيني ً لمواجهة العدو المشترك، وللتواصل بجهود شعبية وطنية، لاستئناف الحوار الشامل، للوصول إلى وحدة حقيقية، تتصدى للاستحقاقات القادمة على كافة المستويات وفي كل المحافل.
أن الانقسام الفلسطيني السياسي والجغرافي الذي طال عمره إلى أكثر من خمس سنوات، ولا يزال مرشحا للاستمرار، حيث شكل ضررا كبيرا للقضية الفلسطينية لقضية شعب ناضل من أجل حريته طويلا،والتي نالت ولسنوات طويلة تعاطفا شعبيا ورسميا من قبل شعوب ودول العالم .
ومن هنا يجب على كافة الفصائل والقوى ان تستلهم العبر والدروس من الثورات العربية قبل فوات الاوان ، واتمنى ان يضعوا يدهم بيد بعضهم من اجل الالتئام والبدء الفعلي في تنفيذ مبادرة الرئيس ابو مازن ، وخاصة ان الشباب الفلسطيني سيفضح من يعرقل استعادة الوحدة وتحقيق مطالبه والتي يؤيدها كل انسان حر .
لقد أصبح الانقسام "أيديولوجيا فلسطينية" تجد من يفلسفها ويبررها ويدافع عنها، وكأن الانقسام قدر الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، وبغض النظر عن أسباب الانقسام التي يصيغها كل طرف حسب رؤيته، فإننا اليوم نرفع أصواتنا عالية بان (الشعب يريد إنهاء الانقسام) ، وبأنه لم يعد مقبولا لدينا أن نستمر في هذه الحالة الشاذة، فلسطين كلها في خطر، والقدس في خطر، والاحتلال رابض علي الحدود، والقضية برمتها في خطر،لم يعد بمقدور هذا الشعب المناضل العظيم الذي قدم كواكب الشهداء الابرار من قادة ومناضلين أن يتحمل كل هذه المعاناة، ولم يعد مقبولا ان نصمت .
اليوم الشباب الفلسطيني يرفع الأعلام الفلسطينية، حتى نعود موحدين ،شعباً وقضية...اليوم نعلن ان الانتصار على هزيمتنا يكون بانهاء الانقسام ، لان شعبنا يستحق كل شيء في الحياة.
الشعب الفلسطيني، ما زال على ارضه يحمل راية الكفاح والنضال والمقاومة ، ويحمل راية الأسرى الأبطال الذين وجهوا لنا رسائل تأييد ومناصرة لحثنا على المضي قدما في تحركنا نحو إنهاء الانقسام.
ان حملة الشباب الفلسطيني ،الشعب يريد إنهاء الانقسام، والتي ترسخ بوضوح حقيقة أن الشعب يريد الوحدة الوطنية،في مختلف أماكن تواجده، تتطلب منا تقديم الشكر لهؤلاء الشابات والشباب على إصرارهم على لم الشمل الفلسطيني.
رئيس تحرير صحيفة الوفاء الفلسطينية الالكترونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق