الأربعاء، 6 أبريل 2011

حماس لا تريد مصالحة تحت الضغط الشبابي والشعبي [بقلم / عبد الحميد حمد]



رغم الزخم الإعلامي الكبير الذي أحدثته التحركات والتجمعات الشبابية على شبكة التواصل الاجتماعي لجهة خلق حراك شبابي فاعل ومؤثر من خلال الدعوات المتكررة التي تواصلت خلال الأيام الماضية وصولاً إلى منتصف شهر آذار والتي كانت بمثابة نقطة الانطلاق لتحريك الجماهير واندفاع مئات الآلاف بالشوارع في مختلف مناطق قطاع غزة حيث كان الغالبية فيها عنصر الشباب وطلبة الجامعات والمدارس حيث قدرت الإعداد التي خرجت حسب وسائل الإعلام بـ200 ألف مشارك بالتظاهرات .
حيث استطاعت الحركة الشبابية لأول مرة منذ مجيء السلطة أن تعبر عن رأيها بهذا الزخم الجماهيري الكبير تحت شعار الشعب يريد إنهاء الانقسام والاحتلال مستفيدة من تجارب الدول العربية المحيطة التي أعطت مساحة واسعة للشباب في إطار فعل التغير والديمقراطية والعدالة الاجتماعية .
حيث استطاعت المجموعات الشبابية المقدر عددها بـ12 مجموعة شبابية فاعلة على الأرض وعبر شبكات التواصل الاجتماعي ومنها الأطر الطلابية أن تختلق معادلة جديدة في إطار ساحة العمل الوطني والشبابي رغم اختلاف برامجها وآليات عملها إلا أنها تعاطت وبشكل مقبول حتى اللحظة مع أرضية التوافق الوطني رغم الاختلافات بالوسائل والرؤيا وآليات إنهاء الانقسام الذي استمر اسير حوارات ثنائية لا تفضي الا إلى تكريس مبدأ المحاصصة والصراع على السلطة والنفوذ والمال ضاربة بعرض الحائط مصالح شرائح اجتماعية واسعة من أبناء شعبنا بالضفة وغزة لجعل الحوار الوطني الشامل مدخل للوحدة واحترام نتائج الحوارات والوثائق الوطنية باعتباره الطريق لاستعادة الوحدة الوطنية وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والبلدية والطلابية وفق مبدأ التمثيل النسبي الكامل كذلك إعادة تفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية .
إن ما أقدمت عليه الأجهزة الأمنية للحكومة المقالة من إجراءات قمعية بحق التظاهرات وملاحقة واعتقال نشطاء الحملات الشبابية لا يصب بالمصلحة الوطنية بل يوتر الأجواء ويزيد من حالة الاحتقان الداخلي حيث مازالت عقلية الهاجس الأمني هي التي تحكم تصرفات وإجراءات الحكومة في إطار تعاطيها مع الحملات الشبابية وتشويه صورتها والعمل لجهة صرف وجهة هذه التحركات الشبابية في إطار تحجيم وتقزيم مطالبها وإعاقة أي تطور لحجم التحركات باعتباره مدخل للضغط على طرفي الصراع لإنهاء حالة الانقسام والاستجابة لنبض الشارع والشباب بالإسراع في انجاز المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية حيث تريد حماس انجاز المصالحة وفقاً لما يترتب عليه من تطورات في الأنظمة العربية المجاورة وعدم التسرع لعل وعسى أن تأتي الظروف لصالح حماس وأجندة المصالحة لديها .
هنا لابد من التأكيد على جملة من القضايا في إطار التحركات الشبابية لإنهاء الانقسام :-
أولاً :- مشروعية التحركات الشبابية المنادية بإنهاء الانقسام والاحتلال باعتبار ذلك حق كلفه القانون في إطار حرية التعبير والتجمع السلمي .
ثانياً :- قيام الأجهزة بالحكومة المقالة بالقمع والملاحقات لنشطاء والحملات الشبابية وما هو إلا منطق ضعيف لايستند إلى المصلحة الوطنية والشعبية الداعية لإنهاء الانقسام والإسراع في بدء حوار وطني شامل .
إن استخدام الأجهزة الأمنية لأنواع مختلفة من أساليب القمع للمتظاهرين والتي استمرت منذ 15 آذار وحتى مناسبة يوم الأرض لم تسلم من تكرار الاعتداءات وقمع الصحفيين واستخدام وسائل مثل العصي الكهربائية المحرمة دولياً وفرض تعتيم إعلامي وملاحقة الصحفيين ومنعهم من الوصول إلى تغطية التحركات الشبابية .
ثالثاً :- يجب على كافة الأطراف بغزة والضفة الإستماع جيداً  لمطالب الشباب والاستجابة لمطالبهم في الإسراع بإنهاء الانقسام وعدم التعاطي مع التحركات الشبابية باعتبارها عنصر من عناصر الفوضى والفلتان الأمني .
رابعاً :- إن الحفاظ على نتائج التحركات الشبابية يتطلب من كافة التجمعات الشبابية أعلى درجة من التنسيق مع الجميع من أجل الوصول إلى برنامج متدرج بالجامعات والمحافظات وتجاوز الثغرات في التحركات من أجل أوسع تحرك شبابي منظم وسلمي ضاغط على صناع القرار بغزة والضفة .
·        سكرتير كتلة الوحدة الطلابية بجامعات قطاع غزة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق